إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 17 يوليو 2011

الدومينو


الدومينو 



" تذكر... أروع ما في أوراق الدومينو ...أن لمسة واحدة تكفي "








"الحياة "
أشهُر في الظلام ..صفعة علي مؤخرة سمينة نسبياً - وربما هذا هو الغرض الوحيد منها - ..بكاء يكون أولي ردود أفعالك... وأهلاً بك !
هي ذلك السراج المنير ما بين ظلمة رحم الأم و ظلمة رحم الأرض
من ظلام إلي ظلام ..رحلة تبدأ في العودة منها منذ الإنطلاق..
إنطلاق وعودة في آن واحد !



"البشر"
علي إحدي محطات الأوتوبيس تري العديد من الوجوه الهائمة المهمومة ..ينتظرون في ترقب ..ينتظرون بكل نشاط ذلك الأوتوبيس القادم !
وجوه حزينة كل هدفها هو قطعة الخردة هذه السائرة فوق عجلات مهترئة يقودها رجل أفني عمره بخط سير !
وعندما يصعدون ..تحقق الهدف .. تعاود النظر لوجوههم فتري أن لا شيء تغير ..وكأن هدفهم لم يتحقق ..وكأنهم وهم داخل الأوتوبيس ..ينتظرون أوتوبيس آخر !


" الحقيقة "
هي رسالة انتحار العقل .. عجز العقل عن إخبارك ان هناك استنتاج آخر
أو هي ان يراك صديق مهموما دون أن يعرف السبب فيخبرك بكل بلاهة أن كل شيء سيصير بخير !
هي إنتهاك العقل للعقلانية ..
الحقيقة هي غرفة تدخلها بعد أن تقرع طويلاً علي باب مكتوب عليه
" لا توجد حقيقة "


" الواقع "
هو الحقيقة المخيفة في ان كل شيء حولك يرضخ لقوي عقلك ..
منذ مئات السنين كان طيران الإنسان ليس واقعي
والآن ..يخاف الإنسان الرجعي من نسبية الواقع..من تدمير القواعد  ..لذا جعل
إرسال الواقع للطيران ليس إنساني ..
وكان هذا ما جعل الواقع ..واقع لا مفر منه !


" الأمل "
محقن تثبته في وريدك عندما تنهزم
هو الوهم الذي اقنعت نفسك أنه يمكن تحقيقه ..
لابد من وجوده ..فهو يغذي عجزك
إنعدامه... يدفعك لإنهاء حياتك
قمته ..أن تموت وأنت تردد .. لا يوجد موت !



" الفكرة "
هي المكون الحقيقي ..
أنت كنت مجرد فكرة في عقل والديك قبل أن تتحول لحيوان منوي
هي وحدها لا تفني ولكنها تستحدث من العدم
أفكارك لا تقبل سيطرتك عليها
كلنا فكرّنا في ما هو خطأ /محرّم أن نفكر فيه
هل كان من الأفضل ان تكون " فكر " بدلاً من إقرأ ؟
هل من الخطأ أن أفكر علي هذا النحو ؟
..أعذرني فهي مجرد ..فكرة !


 "العدم "
هو الخلفية اذ محوت هذه الجملة البيضاء !


" العقل "
"لقد فتح باب اللا نهاية عندما قال : أفلا تعقلون ".
هكذا كتب نجيب محفوظ ..وهذا يكفي !


" العمر "

تقضي ثلثه نائما وثلثيه منتظراً
تنتظر مجيئ أحد أو ذهاب أحد ..تنتظر نتائج درجاتك أو تحاليلك
تنتظر النهاية أو البداية .. تنتظر الحب والسعادة
تنتظر الطعام لينضج.. الاسبوع لينتهي ..فرصة العمل ..موعد الفيلم ..أتصال هاتفي
إنهاء تعليمك ..الزواج ..الانجاب .. و آخيرا تنتظر الموت !



" الموت "
هو ذلك الصامت القابع في ركن الغرفة ،لا يختصم الحياة أبدا فبدونها يتبدد سحره في سماء العدم ..
يضحك كثيرا عندما ينحر رقبة غريزة البقاء ليسيل دمها في نهر تشرب منه جميع الكائنات !



" النهاية "
هي بداية لم أكتبها بعد



السبت، 9 يوليو 2011

ستي ستارز



ستي ستارز

إرتدي افضل ملابسه , وأغلق خلفه باب منزل لا يزيد عن السبعين مترا تنبعث منه رائحة البكاء .
استقل ثلاث وسائل مواصلات كل منها زادت رائحة عرقه للضعف وزادت سخطه للأكثر ..حتي وصل . ليس بالأناقة ذاتها التي غادر بها منزله ولكنه مازال يحاول أن يحمل شيئا منها .
بمجرد أن وضع قدميه داخله ..حتي شعر بهواء المكيفات البارد يداعب عنقه وجبهته ..اضطر لأن يمر علي جهاز كشف المعادن ..ولكم يكره هذا الجهاز فهو يجبره في كل مرة أن يكشف عن هاتف جوال سحقه الزمن
ها هن الفتيات الراقيات الرائعات ،والفتية المنمقين ذوي الملابس التلفزيونية ..ظل ينظر علي كل شيء حوله وكأنها اول زياراته للمكان ..فكل مرة يشعر وكأنها الأولي ..وكل أولي يقسم أنها الاخيرة !

كل شيء يُباع هنا بدءًا من المأكل والملبس والمشرب نهاية بالكرامة والقناعة والأمل ... وبين نظراته الثائرة .. تنتابه ملامح شارعه ..درجات سلم منزله ..خزانة ملابسه ..وربما صوت عاملة الهاتف تخبره بكل سخرية و طبقية  : عفوا لقد نفذ رصيدكم !!
لكنه في كل مرة ينفض تلك الومضات من علي عينيه ..ليعود وينظر علي الأشياء من حوله ..علي بطاقات الأسعار والتي ظنها في أول مرة أنها رقم مسلسل يشير إلي شيء ما لا يعرفه .. علي أسرة إلتفت حول مائدة طعام في مطعم حاول كثيرا أن يلفظ إسمه ولكنه فشل ... علي مجموعة اصدقاء من البنات والأولاد يضحكون لشيء ما يعرف انه تافه دون أن يعرفه ... ينظر إلي أجهزة إلكترونية تجعله يشك أنه مازال داخل حدود المحروسة .. ظل ينظر و ينظر وينظر لتلك الحياة ..فيعيد النظر في حياته .

دخل إلي متجر يبيع النظارات الشمسية ..هنا يستطيع أن يرتدي واحدة دون ان يدفع ثمناً لإيجارها ..وقف أمام الأرفف .. هنا العديد من العوينات الرائعة ..وهناك علي أحد الرفوف العليا  ..وجد النظارة التي سيرتديها للخمس دقائق القادمة ..رفع يديه ليلتقطها ..ولكنه فوجيء عندما وجد انعكاس علي كل نظارات الارفف .. وجد إنعكاس لثقب في ملابسه أسفل الإبط .. وجده منعكس في زجاج كل النظارت..شعر وكأنها مئات الأعين تنظر إلي ذلك الثقب القابع في شخصيته !
هو متأكد أنه لم يكن موجودا ! ..فهذه افضل ملابسه ..أيمكن أن يكون تمزق في الطريق ؟؟ ولكن كيف لم يسمع صوت تمزقه ؟ ...
هو لم يدرك حقيقة مهمة .. أن في هذا المكان ..هذا المكان وحده ..يظهر الثقب أولا .. ثم يبدأ التمزق .
خرج سريعاً ودلف السلالم الكهربائية التي طالما أحبها .. خرج إلي جانب جهاز كشف المعادن و اقسم في قرارة نفسه .. انه .. إن عاد .. سيحمل في طية ملابسه .. ما بيحث عنه جهاز كشف المعادن في كل مرة !


الجمعة، 1 يوليو 2011

عزيزي لا أحد

عزيزي لا أحد  

إلي كل شخص لا أعرفه ..  
،إلي من يمرون بجواري في الطريق ..
أو يجلسون إلي جانبي في وسيلة المواصلات ..
إلي أصحاب تلك الصور علي الفيسبوك ولم أقدم لهم طلب صداقة ولم أرهم ولو مرة واحدة بعدها.. 
إلي هؤلاء الذين رأيتهم لمرة واحدة في الجامعة ولم أرهم في غيرها ..
إلي كل شخص لم أره ولكني سمعت صوته عندما قال  :
" آسف النمرة غلط "
إلي ذلك الوجه الجميل المطل من السيارة التي إلي جانبي ثم انطلق إلي الأمام بعيدا
إلي مدرس الصف الذي لم ارتاده يوما لتركي تلك المدرسة قبل أن ارتاد صفه
إلي كل من وقعت عليهم عيناى ولم اعرف لهم اسما أو صفة 
إلي من قدم لي القهوة في مقهى لم أزوره في غيرها
إلي رب الأسرة الذي قدمني عنه في صف السداد في ذلك المتجر 
إلي بائع منتجات الصين المار أمامي وأنا علي مقاهي وسط البلد
إلي موظف الاستقبال في ذلك الفندق 
إلي من لا أعرفهم ..وربما لم أرهم
أنتم فقط من أثق بهم .. أنتم فقط من أحبهم دون أسباب .. أنتم فقط تمثلون الحقيقة و الحياة و الموت
ولا أرغب في أتعرف علي أحدكم في يوم ما ..فهذا يقذف بكم خارج دائرة الحقيقة
لا أريد أن اعرف أسمائكم أو صفاتكم ..حينها سيبدأ زيفكم في الظهور
انتم كل شيء حينما تمثلون لا شيء
أنتم الحقيقة لأنكم مجهولون 
انتم مجهولون لأنكم محظوظون
انتم فقط ..
فقط  ..
من أحب .

Like on Facebook