إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 4 مايو 2013

محــاكــاة .. قصة قصيرة.






محــاكــاة .. قصة قصيرة.




المشهد الأول: الغرفة 202

" الجسد يهاجم نفسه، جهاز المناعة جن جنونه و يعامل كل الخلايا علي إنها فيروسات" هكذا قال دكتور هاوس للحج عبد المتجلي. ولمن لا يعرف الحج عبد المتجلي فهو- سأستعين بكلامات صديقي الداعر كريم سنوسي-  : "الكون ذرة غبار في شعاع شمس داخل من انفراجة شيش بلكونة شقة ( الحج عبد المتجلي) و الحج عبد المتجلي ما يعرفش ان الكون موجود في بيته". لذا بإختصار الحج عبد المتجلي شخص لا يقل أهمية عن التيتانيك أو إفتراضية الزمكان لآينشتاين. عودة للأمر، زوجة الحاج عبد المتجلي تتألم في فراش المرض، ورغم ذلك يجلس في ركن الغرفة الطفل أحمد فرحات مبتسماً وهو يشاهد جورج كارلن يسب سياسة البيت الأبيض في حروب الخمسين عام المنقضية. دخلت مونيكا بيلوتشي بملابس ممرضة ويبدو عليها وكأنها خرجت لتوها من فيلم إباحي من إنتاج " أمريكا الشقية".  حقنت مدام عبد المتجلي بمحقن ممتلئ بمادة خضراء ثم رفعت فرحات من علي الأرض وخرجت. لا أعرف ماذا حدث بعد ذلك لأني ربما غقوت قليلاً علي الكرسي المواجه للنافذة، لكني إستيقظت مفزوعاً علي استغاثات تطلب أكياس دم ، نظرت لمدام عبد المتجلي وجدتها في حالة صرع والدماء تنفجر من كل فتحات وجهها ! دخلت مونيكا مجددا بمحقن فارغ وقالت لي: " يلا ! " . أعطيتها زراعي، حقنتني وبدأت تسحب الدم، ..إلي جواري وجدت أحمد مكي – الممثل وليس الوزير-  يحقن نفسه بالبيسة الخبيثة! ..يخرج الدم من ذراعي، تدخل البيسة في ذراع مكي، حتي غفونا كلانا من النشوة مبتسمين.



المشهد الثاني : أبيدوس.

الجو شديد الحرارة، أقف في مواجهة المعبد وعلي يميني مقهي فقير الإمكانيات، أربعة كراسي علي الأكثر وثلاجة مياة غازية مطفأة. يمر من جانبي 3 سيدات أجنبيات يرتديين وشاحات بيضاء فعرفت إنهن هنا  من أجل عبادة أوزوريس حارس الحياة الأبدية! تتبعتهن خفية إلي داخل المعبد ولكن أوقفني عم دهب! .. عم دهب أشهر ملياردير غير حقيقي في والت ديزني. سألني عن ثمن التذكرة، ولأني لم أمتلكها فتصنعت عدم السمع وولجت سريعاً من البوابة الخشبية العتيقة. الجو شديد الحرارة..
في إحدي جوانب المعبد، وجدت زاهي حواس واقفا إلي جوار هوارد كارتر غير منتبهاً إليه قدر ما هو منتبه إلي إبنة  كارنارفون التي حينها كانت تمارس الأيروبكس نصف عارية علي نغمات أرمين فان بيورين.
أين الثلاث سيدات؟ كنت اتسائل وانا أتجول في أورقة المعبد الشامخ، لحين وجدت تامر حسني في وضع مخل بالأداب. لم أتعجب لاكتشافي أنه مثلي جنسياً.,لم أقف لأتقزز فيكفيني غناؤه فما بالك بتأووهه؟.. أبتعدت بضعة أمتار حتي فاجئني السُبكي! صافحني قائلاً بأداؤه المعتاد: "كله تمام؟ مبسوط؟".. وذهب!..علي أي حال أكملت مسيري، وسرعان ما وجدت نفسي أعود من حيث بدأت ولكن حينها كان عم دهب منشغلاً بوضع الزهور علي قبر ستيف جوبز.
خرجت سريعاً..لم يعد الجو شديد الحرارة. بل لم تكن هذه أبيودس!  الأمر يبدو وكأني في ملهي ليلي أمريكي من الدرجة الثالثة.

المشهد الثالث : الديسكو.

الفوضي تعُم صالة الديسكو، الزجاجات تتطاير وهناك فتاة ترقص. الموسيقي مزيجاً من عبدالحليم وكارت كوبيان واديث بياف. أكاد أقسم أني رأيت إيفا جرين تمّرس فخذ عبداللطيف أبوهيف بكريم "موف". الفريق الشاذلي كان يختبئ خلف البار متفادياً رصاصات العدو علي طريقة أفلام أنطونيو بانداريس الرخيصة. نيوتن كان يتقاذف 4 كرات كأحد لاعبي سيرك العجوزة الخالي من المرح. زيوس وأحد آلهة الأوليمب- لا اعرف إسمه- كانا يتقاتلان علي آخر رشفة سكوتش خلّفتها مارلين مونورو بعدما خرجت من البار – بنية نستشفها من خبرتنا بأفلام هوليوود- في صحبة سيد زيان.. الفتاة المجهولة لازلت ترقص، وأحيانا تتحرك بين المشاهد، تطبع قبلة علي شفة الشاذلي المرتبك، تقرص إيفا في مؤخرتها فتمتعض إيفا، تصفع إله الأوليمب -ربما أيروس- علي وجهه فيتعجب زيوس ويتوقف العراك بينهم.. يسقط كأس السكوتش من علي حافة الطاولة ويتهشم محدثاً جلبة مختلفة ..صمت الجميع و عم الإنتباه المكان... ثم نظر الجميع إلي أنا. أدرت وجههي في بطء ملحوظ من الجميع. حاولت أن أخرج فلم أجد الباب خلفي، لكني فوجئت بوجه الفتاة الراقصة! وضعت يدها علي صدري ونظرت في عيناي.. أذرفت دمعة زرقاء وقالت: أقتلني فأنا مصابة بسرطان الرئة ولا أود أن اموت مختنقة. فقبّلتها ...سقطت مغشياً عليها! ، نزلت أتحسس نبضها! ..حينها وجدت من يهمس في أذني: "هيا بنا، الأمر أصبح متأجج وعلي وشك الإنفجار" .. من؟! عمر سليمان!!



المشهد الرابع والأخير
المكـتــــب:

أجلس أنا بذراعٍ يكسوها الدم، وشفتاي عليها أثار أحمر شفاه. أمامي يجلس السيد عمر سليمان وإلي جواره السيد أحمد مكي- الوزير وليس الممثل- ، والسيد صلاح نصر يدخن بشراهه.
ساد الصمت لدقائق ثم بدأ يتحدث أحمد مكي، لم يكمل جملته حتي قاطع عمر سليمان قائلاً:
سأخبرك كل شيء  ولكن إنصت جيداً ولا تقاطعني..
رغم هزلية المشهد إلا أن كل شيء يبدوا منفصلاً عمن حوله، متمركزاً حول نواته. أعلم أن الأمر يبدوا منشقاً عن الزمن، بالأحري؛ خط الزمن يبدو وكأنه إنحني حول نفسه عدة مرات كرسم طفل لم يتعلم إمساك القلم بعد...ولكن السيد عبد المتجلي هو والدك الشرعي، وأنت من إكتشف وجود  الكون في غرفة الكرار وكان لابد من التغطية علي الأمر.. السيدة والدتك توفت في المستشفي بمرض تسببت لها به قوات البلاك ووتر، لأنها في خمسينيات القرن الماضي، كانت مجرد نادلة في ديسكو أمريكي من الدرجة التالتة، وكانت شريكة سكن مع العاهرة التي تسببت في إغتيال العالم المصري المشد. هذا لا يخصك، ما يخصك هو أن والدتك ماتت من أجل الوطن. حينها لاحظت توتر صلاح نصر..  فسألته: ماذا بك؟ ، رد متوتراً: يجب أن تعرف كل شيء! كل شيء!
نظر إليه سليمان حانقاً ثم نظر إلي مجدداً ثم قال: أحمد فرحات أخيك! ولكن من أم ثانية، ولا أعرف ما دور مونيكا بيولتشي وماذا أتي بها، لكننا علي يقين من شجاعة الشاذلي ولياقة أبو هيف.
ماذا عن آلهة الأوليمب؟ سألتهم.  قال سليمان: سيدات المعبد الثلاث لم يكنّ هناك من أجل أوزوريس، بل هن مطلقات زيوس وكانوا يبحثون عنه. وتامر حسني لم نمنعه من ممارسة الرذيلة لأنه لا أمل من الحديث معه بخصوص ذلك.
سألت: ولكن كان هناك العديد من الأشياء الأخري الغير مفهومة، ماذا عن السبكي ؟ إبنة
كارنارفون ؟
رد: لا تهتم.
حينها دخل محمود دوريش مكبلاً إلي يد أمل دنقل وقبل أن يبدأ الشاويش في الحديث، أومئ صلاح نصر وقال: عارف عارف.
لا أتذكر بقية الحديث، كل ما أتذكره هو أدخنة التبغ والشاي، الكثير من الكلام الغير مفهوم، حنق أحمد مكي لعدم حصوله علي فرصة للكلام.



المشهد ما بعد الأخير
بئر السلم

إنحنيت لألتقط حبة الطماطم الهاربة من الكيس، سمعت أنين قط يمارس الحب مع قط الحج عبد المتجلي. لم أكترث، صعدت السلالم نحو منزلي، ظللت أصعد، وأصعد، وأصعد، حتي عرفت الحقيقة. هذا ليس منزلي والحاج عبد المتجلي والدي.


Like on Facebook