إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 16 سبتمبر 2011

إنذار كاذب


إنذار كاذب 


بطيئاً أفتح عيناي .. لكني لم أستطع أن أري بوضوح ما حولي ..
حاولت التغلّب علي الوهن المسيطر علي جسدي وأخذت قرار الوقوف وعندما فعلتها لم أتمكن من إتمامها ..يدي كانت مقيدة بسلسلة حديدية متصلة بالجدار وعليها قفل حديدي إبتلاه الصدي .
كان المكان مظلماً أكثر منه منيراُ .. كل ما حصلت عليه كان ضوءاُ خافتاً بعيداً ،دقيقة تلو الأخري وبدأت عيناي في إستيعاب الضوء ..
ومع بدء عيناي في عملهما المعتاد كان هذا وكأنه إشارة إلي باقي حواسي للعمل .. رائحة نتنة تنبعث من الأرضية الملقي أنا عليها .. تلك الرائحة التي تحصل عليها عندما تمر إلي جانب حيوان نافق علي إحدي جوانب الطريق !
لم إهتم قدر ما أردت أن اعرف أين أنا .. وعندما بدأت الرؤية في الوضوح .. ظهرت معالم الغرفة .. حوائط عالية .. لا نوافذ ولا أبواب .. فقط فتحات ضيقة في الجدار كانت هي مصدر الضوء .
علي الحائط خلفي كان هناك مرآة ولكنها معلقة عاليا في الجدار ..لذا لم أري إنعكاسي عليها نظرا ليدي المقيدة التي منعتني من الوقوف مسبقاً .
كانت الغرفة واسعة .. عرفتها واسعة عندما عاد إلي صدي صوتي صارخاً ...
تحسست الأرضية من حولي باحثا عن مفتاح القفل ولكني فشلت في إيجاد أي شيء سوي ملمس لزج يشوبه بعض النتؤات في الأرضية الصخرية .
بدأت أفقد الأمل حتي سمعت صوت يأتي من أقصي الغرفة .. !!
" أهلا بك " !
شعرت بالصدمة .. قشعريرة ملأت بدني ..شعور وكأن مئات السكاكين إخترقت ظهري حتي أحدثت خدوشاً علي عمودي الفقري !
مقاوما الخوف الذي بدأ يتنفس في قلبي ..إستجمعت قواي وقلت بصوت محشرج : من أنت ؟! .. لم يجب الصوت .. فزادت حدة صوتي : من أنت ؟!!!
الصوت : أنت لا تعرفني .
- حسناً أين أنا ؟
الصوت : نحن بالداخل !
- داخل ماذا ؟
الصوت : داخلك !

- شعرت بمئات أخري من السكاكين ..ثم إرتياح غريب فسألت ساخراً : وكيف الخروج ؟
الصوت : لطالما كنت مغلقاّ ..لم يدخل أحد من قبل .. لما تظن إنك صنعت بابا لتلك الغرفة ؟!
- ماذا تعني ؟
الصوت : لا يوجد طريق للخارج .
- يكفي مزاحاً سمجاً .. أين مفتاح القفل ؟!
الصوت : حيث لم تبحث أبدا .. في جيبك !
- وضعت يدي سريعا فوجدته أكثر مفتاحا شديد اللمعان .. فككت قيدي .. صارعت حتي النهوض .. عدة حركات هستيرية حول نفسي .. حتي قابل وجهي المرآة .. حينها تسمّرت مكاني !
ليس وجهي !! ليس أنا !!
جنون .. خوف .. توتر ..
خطوت سريعا للإمام وحتي نهاية الغرفة  .. حيث وجدت صاحب الصوت !

مقيدا مثلي ..يدون علي الحائط كلمات وأرقام ورسومات ..بدت مألوفة وكأنها ذكريات!
أدار وجهه ..أدار وجهي !! .. نعم إنه وجهي ! إنه أنا !!
إبتسم بأسنان لمعت علي الضوء الخافت .. ودندن بصوت نحيف :
 

أنا هو أنت ..
وأنت هو أنا ..
مقيدون ولكن أحرار !
أنا هو أنت
وأنت هو أنا
مقيدون ولكن أحرار .. !!









هناك تعليقان (2):

  1. رائع جدا يا امجد بس اعتقد ان جواك نور اكتر من اللي انت متخيله

    ردحذف
  2. متفوقة على كل ما قرأته من قبل، ولديك المزيد... فلا تبخل بإبداعك صديقي

    ردحذف

Like on Facebook